الاثنين، 12 ديسمبر 2011

لمن الملك اليوم ..!!

لمن الملك اليوم ..
أن توصف بأنك واقعي غير سلفي وغير إخواني وغير متحمس للتيار الديني بوجه عام في هذا الوقت في مصر فهذا عيب في حقك كبير ، و تلميح بأن شخصيتك غريبة و مارقة..
أما إذا وصفوك بأنك علماني كبير أو كبير العلمانين أو زعيم المفكرين فلا تفرح فالمقصود من هذا أنك أكثر ضعفاً و أشد خرقاً لقوانين الناس وعادتهم !
وأذكرك يا عزيزي المفكر المتفلحص أن غالباً أو دائماً ما يُضيفون إلي العلمانية "الإلحاد" فتكون دائماً و أبداً العلماني الملحد و لا فرق ساعتها بين أن تكون علمانياً ملحداً أو ملحداً علمانياً ففي كلتا الحالتين أنت بعيد عن طبيعة الناس أو إن شئت الدقة أكثر فأنت بعيد عن من سيمثلون الناس في مجلس الشعب القادم ... ستكون عنه معزول أو منعزل فلا فارق بين أن يكون إنعزالك أو عزلتك بإرادتك أو غصباً عنك فالمهم أنك لست مع الجماعة ، جماعة الناس ، و يد الله مع الجماعة ، و يد الله فوق أياديهم ، و لا مكان أليق بمارق مثلك غير العزلة أو الإنعزال ؛ فمثلك خطر أو شر أو لا فائدة منه تٌرتجي إختر منها ما شئت ففي كل الأحوال أنت منبوذ مطرود مشلوح مقلوع من أرضك أو منها مقتلع ، إختر منها ما شئت ؛ فالمهم أن طريقك معهم قد أصبح مسدود مسدود مسدود يا ولدي. 
تماماً هذه هي فحوى الحوار الذي دار  وأنا في أحد وسائل المواصلات في قلب القاهرة والتي تقتل في الإنسان إنسانيته وفي العقل أفكاره وحجته وتحبس  في اللسان منطقه و في الجمال جماله ، و في الأشياء نبل معانيها .
بدأ الأمر بكلمة قالها رجل بسيط في لحظة ضحك فيها عليه الشيطان : " والله الواحد محتار يختار مين ولا مين من المترشحين دول .. دول بقوا اكتر من الناخبين .. الظاهر مفيهومش غير بتوع حزب ال..... الليبرالي "
يتلقف الكلمة رجل زميل في عذاب الزحام لديه لحية ليست غزيرة لكنها تكفي لتدل على أنه صاحب فكر بعينه يقول بكل ما أتاه الله من قوة ومن مَنعة ومن يقين : "انتخب اللي مع ربنا علشان ربنا يكرمنا يا حاج أنتخب ال ..... "
ومن هنا دارت رحى الحرب الهادئة التي لا متسع فيها - بسبب الزحام - لغير تعارك الألسنة .. فكان ما يلي من الحوار الذي انقله على لساني .. فالمبنى كله لي والمعنى كله لهم  ...
قال صاحب اللحية : كن مع الله ومع من هم مع الله تفلح ؛ فأن   تكون علماني الفكر فأنت غريب في بلاد غريبة ,, أنت  عار علي هذه الأرض ، كأنك نبت شيطانئ -إن كان للشيطان نبت- ما فائدة أن تأتي للدنيا بقلب حالم و عقل يرفض الواقعية ؛ والواقع أن الإسلاميين هم خير من يمثلنا وأنت لابد لابد أن تختارهم "أحسنلك" وإلا لا تلومن إلا نفسك ؛ لا ترد و لا تقل " ولدنا لنعترض" علام تعترض يا حاج ؟! أما علمت أن الإعتراض كفر أو خداع ، كفر بتقاليد الناس و أعرافهم و ثوابتهم فلماذا تعترض . لماذا تريد أن تكون في عداء معهم و مع مصالحهم و مع راحة بالهم و عقولهم لماذا لا تسايرهم يا حاج .. لماذا إذا كنت ببلد تعبد العِجل فلا تَحِش مثلهم و " تديله" . لماذا أنت ضد الثبات و الاستقرار ؟ لماذا تريد الفوضي ؟ تـٌراك فوضوي ؟ مالك تهوي لعبة العبث بالاشياء. يا عبثي يا مارق؟.أما علمت أن الإعتراض كفر بالإله . قل أنك ترفض فكرة أن الخير منه و الشر منه ، أو انك ترفض فكرة أن الخير منه و الشر منا ، أو قل أنك ترفض أن تكون ليده يد في حياتنا و أفعالنا أو تبجح و إنكره أصلاً . أتَري إلام أوصلتك هذه المنطقية والعلمانية اللعينة الملعونة الكافرة العاهرة . لقد كفرت يا عم الحاج وصرت عاهراً ماهراً !؛ و هل لا يأتي العٌهر إلا من الذين جحدت نفوسهم و عقولهم كل المتفق عليه و الثابت أنه حسن و صواب و خير .هل لا يحدث العُهر إلا حين يمرق صاحبه من تقاليد منبته الأصيلة . خٌلقت لتعترض !! علي ماذا  قل لي أستوضحك الجواب يا أيها الحاج المٌحتج ؟
عٌد إلي ربك يا حاج ؛عٌد إلي عقلك إلي رشدك و إنضم إلي الجماعة أم تري نفسك يا مغرور تعرف أكثر من كل الناس فكلهم علي خطأ و ضلال و أنت علي حق و هداية . أخصك الله بعلم لدٌني؟ أأنت إمام شيعي معصوم أم صوفي كٌشف له من الأسرار ما لم يٌكشف لأحد قبله ، أفيك من قَبس الله نور و فينا من عمي الشيطان حلاك ؟!
وهنا كان لابد للحاج البسيط أن يرد عنه هذه البلاوي والتهم بمنطق البسطاء الحكماء ...
و ما أنا يا جالدي و محاكمي و مكفري و مسفهي إلا رجلاً قال : الحق ما أعرف و ما أري وما أصل إليه بعقلي وقلبي . أنا لي كيان و لي وجود ، لي عقل و لي نظر و لي قلب هو الدليل ، و هو المرشد وإن كثُر المرشدون و إختلطت السٌبل . أنا الذي يبحث عن خَلاصه فلا أجد بينكم إلا حريص علي دنياه كأنه بارئها و ما حرص بارئها عليها كحرصكم عليها فعنده لا تساوي جناح بعوضة ، و عندك وعند من تبايعهم  لا شئ إلا و له ثمن . أنا الذي أنشئ الطريق و أمهده ، أنا منشئه و ماهده ، و لا أطلب منكم أن تتبعوني فيه و أن تٌعمروه كما تطلبون مني ، و ليس صحيح أن كثرة الطرق مفسدة بل هي دليل العَمار و الحضارة . 
لذا فكرت وقررت ألا أنتخب جماعتك ..
هذه ذاتي .. ومن يعرف ذاتي أكثر من ذاتي ؟، و كيف يعرف ذاتي غير ذاتي ؟
وكيف يكون كوني قد وصل منتهاه وعجز حتى تفكر أنت لي ؟
فكيف أطلب من غيري أن يحدد لي كوني و هو منشغل بكونه و كيف يتجرأ أحد و يٌعين من نفسه وصياً علي تحديد و تشكيل كوني أو كون غيري ؟ أليس من رد عليه أبلغ من "إجر بعيد عني" ، أو عنا ، و إنشغل بهمك و دعنا في همومنا ؛ إن وجودنا في الحياة مٌلخصه : الهم في أن نكون نحن نحن . أي أن أكون أنا أنا و أنت أنت و هو هو و هي هي و هم هم . أن يكون كل منا متفرداً منفرداً فردانياً نسخة اولي و أخيرة و ليس نسخ كثيرة واحدة النص و التركيب . كلا و ألف كلا . ما لأجل هذا وجدنا و لا لأجله يا ولدي ولدنا ، و إنما وجدنا لأجل التفرد و من التضاد بين الأشياء و الإختلاف بينها توجد الرغبة في التكامل في التعاون في التعاضد فمن قدر الله أن يكون في كل مجلس معارضة وموافقة .. فلماذا جعلتموها موافقة لا معارضه فيها؟
ثم  ألقم عم الحاج البسيط الرجل صاحب اللحية آية من كتاب الله لخصت رده كله ؛ فذكر قول الله " و جعلنكم شعوباً و قبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم " .
واسترسل قائلاً : ما قولك إلا حق أريد و يراد به باطل . فمنذ متي أتي الدين ليكون أو ليٌكَون مٌلكاً ؟! . إن مملكة الرب ليست علي الأرض بل هي هناك في السماء ؛ فمملكة الرب عدلها أكيد مطلق لا يمكن أن يطوله أحد بغش أو تلاعب أو حيلة كما يٌمكن أن يحدث هنا علي الأرض ، وأرجوك .. أرجوك لا تنكر ما أقوله فهو الحق يا ولدي .. ألم تُصادف بحياتك أبداً ، سمعاً أو معايشةً مظلوماً هٌضم حقه من صاحب لحية ، أما سمعت أو رأيت فيلم "الـعار" وقد خرج فيه تاجر السموم البيضاء من رحم رجل طيب مصلي حاج معتمر ؟؟
أففي مملكة الرب يمكن أن يحدث هذا؛  إن كنت ترتضي هذا لمملكة الرب أفتظن أنك ترضيه و تتقرب إليه بدعواك أنه يقبل في مملكته ظٌلماً كهذا الظلٌلم ، و قهراً كهذا القهر ؟! و أعود لأؤكد لك يا ولدي لم يرسل لنا الرب الدين ليٌنشئ مملكته علي الأرض ... الدين فقط يا ولدي يضع القواعد الكلية ؛ و وضع القواعد ليس معناه وضع النظام بل القواعد هي التي تهيئ او تساعد علي أن نضع نحن النظام الذي نجده أفضل لنا و أيسر في تعاملاتنا و حياتنا لتسهيلها و تيسيرها . ألو قلنا أن الإسلام مثلاً قال في السياسة من ضمن قواعده الكلية و "أمرهم شوري بينهم" و قوله "وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل" . أن هذا فتحاً إسلامياً و كشفاً لم يٌكتشف قبل ظهور الإسلام . لو قلنا هذا نكن مخطئين بل مغالطين بل منكرين لحقائق التاريخ ، و لو قلنا أن"و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" هو أيضاً إختراعاً إسلامياً نكن علي نفس الدرجة من الجهل أو الجرم في حق التاريخ. لكن الحق الواجب علينا قوله أن الإسلام أكد علي قيم إنسانية نبيلة و دعمها ؛ و بهذا يكون المعني ترك أمر الناس للناس مع الدعم الالهي ( العناية الالهية ) . إنني أستغرب من الذين يتصورون الله قد خلقنا بكتالوج دون أدني مساحة لنا بإبداع حياتنا علي مستوي أفكارنا الكبيرة أو العادية و إلا فما دور الإنسان إذن ؟ و ما فائدة وجوده إن كان يعجز عن أن يصنع بنفسه حياته و قيمه و أفكاره . إن فكرة الكتالوج مريحة جداً للمتواكلين الكُسالي، مرهقة جداً و غير مقبولة لمن يرون الحياة تحدي . تحدي لذواتهم . لأنفسهم لأجل أن يرتقي الإنسان بفكره و إنسانيته فوق مستوي تفكيره و فكره و إدراكه العادي أو الثابت للأمور . تحدي لأن يصل إلي أعلي ما يمكنه الوصول إليه في التفكير  و إستكشاف الأسرار التي تحتويها الأشياء ، و الأشياء التي في الأشياء .
وهنا أفاق أخينا صاحب اللحية من كابوس كلام عم الحاج قائلا : و ما علاقة كل هذه المواضيع التي طرحتها بما أقول ، إنك تُسَفسط يا رجل؟
فسأله الحاج : علي أي معني فهمت كلمة العلمانية والديموقراطية ؟
فقال صاحب اللحية : المعني المتداول الشائع على أنها رفض ربط حياة الناس بدينهم وسلخهم من قرآنهم وتشجيع الفحش والعاشقين و الهائمات و الهائمين ؟!
لو هذا فقط ما فهمته من الكلمة فإنك لم تفهمني قط .
الديموقراطية أن تقول رأيك فيما يمكن أن يقال فيه رأي البشر وأن تحب الحق و الخير و الجمال ، و هي قيم جميلة طاهر نقية.
الحق : أن لا يأخذ أحد إلا ما يستحقه لا أكثر و لا أقل مما يستحقه . ان يأخذه في الوقت الذي يستحقه ، بالطريقة التي يستحقها دون تعطيل أو تأخير و أن يكون الضمير نُصب الأعين شاخصاً أبداً لا يغيب فيكون هو حكمنا و فيصلنا ، لا بل يكون صديقنا المقرب القريب . وهذا ما يستحقه منا الوطن .
و الخير : بأن ينظر كل إلي نفسه و في نفسه يصلح ما بها من عيوب و لا يٌعين من نفسه قاضياً و جلاد  مثلك فينغص حياة غيره مثلك .
و الجمال : أن نكون أحرار  متسامحين آمنين .
يهمس صاحب اللحيةفي ذهول أن هذا جنون و مستحيل وأن هذا فيس بوكياً و يوتيوبياً لا يمكن أن تتحقق علي الأرض .
وهنا كان لابد لي أن أقوم أو أتقدم في الزحام قليلاً وأنصر أحد الفريقين .. فنصرت عمنا الحاج البسيط على صاحب اللحية . وقلت : ما يحصل الآن من الجماعة "إياهم" نظرة مادية و تفكير مادي شديد النفعية و شديد الإنتهازية ؛ و الإنتهازية سواء في السياسة أو الإقتصاد أو الدين هي خطر عظيم خاصة عند إتحاد الثلاثة معاً في خطاب واحد يقوم كل واحد فيه بدور المخدماتي للآخر فيفسد  الاقتصاد الدين و السياسة و تفسد السياسة الجميع .
و يا ليتني ما قلت وما فعلت فالأصوات تتعالي و تتصايح : جنون . جنون و النظرات الشرسة تحدق بي و تصوب سهامها المسمومة نحوي ؛ وهنا صاح التّباع " اللي نازل جامعة يا حضرات النواب يجهز نفسه ع الباب دلوقتي " وكلمة " دلوقتي "  أنقذتني مما كان سيفعل بي ووعدتني بالنجاة .. فنزلت من السيارة أو دُفعت منها بفعل الزحام و أنا أُلقي عليهم قولي الأخير :
سلام عليكم ... سأستغفر لكم ربي ...


اللهم اغفر لقومي ؛ فإنهم لا يعلمون

السبت، 9 يوليو 2011

بدون عنوان !!


بدون عنوان
لا اعتقد ان هذه الكلمات تستحق عناء التفكير في عنوان مناسب ... إنها ليست أكثر من شرود أو غموض .
أنا لا اعلم لماذا يستمتع الناس بـــ " الحب " و يسعون إليه ! هذا المخلوق العجيب .. هل هو تطلع نحو المجهول .. أم أنه استعداد داخلي أن يُسلم كِلا الطرفين قلبه لطرف آخر .. أم أنه كما يقولون " كيمياء الحياة " !!
شخصياً لم أتعرض أبداً لهذا المخلوق العجيب ولا أخفيكم سراً .. انا متطلع للغاية إلى أن أعيش قصة حب من هذا النوع المتوهج الذي أقرأه في كتابات أستاذي يوسف السباعي ؛ غير أني لن أسمح بأن تنتهي قصة حبي على النحو الذي تنتهي به هذه الروايات ؛ وربما لن أسمح لها أن تنتهي أبداً ... ربما يكون هذا التطلع هو ذاته أحد الأسباب التي جرفت الملايين عبر العصور نحو الحب كي ينعموا به أو يكتووا بناره .. ربما .. لا أعلم .. لم أجرب هذا الشعور يوماً ..أنا خائف منه ...
ربما بسبب "الجيرلو فوبيا" أو ربما هو القهر المُقْنعْ .
كم هو ممل أن تتحدث عن الحب من بعيد .. من زاوية القراءات و القصص ... لكن لابد أنه ممتع أن تعيش في مثل إحدى هذه الحالات ... أن تحب ,, أن تعشق ,, أن تذوب عشقاً ,, أن تهيم على وجهك لا تعلم لك في الأرض أنيساً و لا جليساً و لا دليلاً إلا شريكك في هذا الحب ... أن تستمتع بصحبته بل ملاصقته .. أن تحتضن يداه ... أن يبتسم وجهك و أن يفرح قلبك .. أن تكون جزيرة السعادة في محيط هذا الكون  
يااااااه .. ما أمتع الحديث ... إن أناملي الآن تنكمش و عيناي تلمعان من مجرد تخيل هذا الحب ... هل هناك على وجه هذه الأرض من يستمتع بكل هذه السعادة ... ما أوفر حظهم .. وما أقل حظي وما أتعس حالي الآن !!
إذاً .. ما أريد ..؟؟
هل سأظل هكذا ؛ جسد مقيد بالرزانة – كما أدعي  ؟
 إن الخوف من هذا المخلوق هو  في حد ذاته متعة .. لكني سأصعد فوق خوفي ولن أسمح له بأن يُسقطني مرة أخرى .
سأحب .. نعم سأحب ... وما الضير .. ليس ثمة خطر .. فلست أول من أحب .. ثم ان الحب لن يقتلني على أية حال !
لأُطرقْ الآن ولأغمضْ عيناي قليلاً ... لأفتش في ذاكرتي عمن أحبني من قبل .. ومن يستحق حبي ...

الأحد، 3 يوليو 2011

و النار أولها غضب !!


النار أولها غضب !!

يضيق صدري ولا ينطلق لساني .... فأنطلق إلى الذين يعلمون و أجالس من أمتى المتستضعفين ... أقرأ أفكارهم ... أغوص في متاهات تعبيراتهم ... أبحر في كل تفاصيل كلماتهم ... الجميع يضيق بمن يسمون الآن أنفسهم ثائرين ... الكل غاضب من الذين يسعون الآن في هذه الأرض مفسدين ... من المنافقين ... من الذين ينادون الآن الآن أن " بسم الثورة إنا هاهنا قاعدون " .. من الذين يريدون أن يصير حالنا فقرأ و جوعاً ... ملؤوا علينا حياتنا زيفاً وتضليلاً .. ملؤوا شوارعنا باللصوص والسارقين.

أمن الثورة ألا تكون الآن من الهادئين ؟؟ أمن الحق أن تكون الآن في الميدان من المعتصمين ؟؟ ... أمن العدل أن تذر ميدان العمل ثم ها أنت تجلس في الميدان لتكون من العاطلين !!

لا أكاد أطالع على سبيل المتابعة أو الصدفة أي ميدان للحوار المكتوب أو المسموع أو المرئي .. إلا و أجد كثير من المتكلمين لا يزالون ينادون بالوقوف والعصيان رافعين شعار "الثورة لم تحقق أهدافها" وبأنهم باقون حتى تتحقق ..!! وكأن رأس النظام لم يسقط وكأن أتباع النظام لم يسقطوا و كأن المحليات لم تُحل و كأن القيادات لم تتغير و كأن الرئيس السابق و أبنائه لايزالون في قصورهم يديرون شؤن البلاد !!

ما هذا التعنت و ما هذا الهراء .. بل ما كل هذا الغباء أو الإستغباء ... أفلم ينظروا حولهم فيروا كيف كانت البلاد وكيف أصبحت ... أفلم يتدبروا في ملكوت الله فينظروا كيف خلق الله السموات والأرض في ستة أيام مع كونه سبحانه قادر على خلقها بقوله كن فتكون !!

أليست الأمور تسير إلى الأمام بل تكاد تقفز ... أليس من الحكمة والتعقل في آن واحد ؛ أن تأخذ الأمور العظام حقها من التفكير والتدبير .. ثم ؛ أليس من الحكمة أن يسير التغيير على نحو لا يضر بعامة الشعب من الكادحين و الذين تذوب عظامهم لأجل لقمة العيش و قد مروا بمرحلة صعبة من قلة المال وضيق ذات اليد في أيام مهد الثورة ؟

أني لأكاد ألمح في عيون الفقراء والمطحونين  و أرباب العيال الذين لا يجدون ما ينفقون .. ألمح الآن في عيونهم غضب جم .. غضب في كل حال من أحوالهم  ... غضب في كل محيط من محيطات حياتهم .. غضب في وجوههم ونفوسهم ... وإذا سألت أحدهم عن السبب أجابك بهدؤ الفقراء : حسبي بأني غاضب .. والنار أولها غضب .

الآن .. بسم الحرية بسم الحضارة العربية  ... بسم الإنسانية .. نرجوا من دعاة التظاهر  أن يكفوا أيدهم و أفواهم عن البلاد .. وأن يتركوا الذين يتحركون بسم الله كي يطعمون أولادهم ومن خلفهم .. يتركوا البلاد ويتركوهم كي يعمل الجميع لأجل نفسه و أهله ولأجل وطنه و لأجل الثورة و الثائرين ... حتى لا نسقط في فخ عظيم ..  نجعل الأمر غير مبين .. نُأمن الخائن و نُخون الأمين ؛ لنكن بحق .. مصريين !

وإلى الفقراء والكادحين الغاضبين ... أطفئوا شعلة غضبكم .. فإن يومنا خيراً من أمسنا وغدنا سيكون أفضل من يومنا بإذن الله .

ولا تَهِنوا ولا تحزنوا إن كنتم بربكم مؤمنين  وانزَعِوا ما بِأرواحكم من تَوهُّجٍ و غضب ؛ تخرجْ الحكمةً بيضاءَ ناصعةً لمن هم أهلُها ، ولا تزيد الجاهلينَ والجاهلاتِ إلا عمًى للعَمِين .

وألقوا ما في ألسنتكِم من إشراقات قولٍ مبين على أسماعنا فأنتم بحق مصريين ؛ مِزاجه من أملٍ وألمٍ وحزنٍ وحبٍ مَكين  ولا تغلقوا قلبكم عن قومٍ صالحينَ لأجلِ تفاهاتِ وجهل جاهلين ؛

بلاغْ !

 فهل يُنسَى إلا القومُ التافهون ؟

 وهل يَخلدُ إلا الوطنيون المحبون لأوطانهم فهم في القلوب خالدون

السبت، 11 يونيو 2011

لطشـة هوى !!


لطشة هوى !!!

هذا الموضوع هذا المرة ليس تماماً تافه للغاية... هو بالنسبة للبعض .. ممتع للغاية ..

هل أحببتَ يومًا ؟
شنيع هو الحب ، أليس كذلك ؟
يجعلك في منتهى الضعف
يفتح صدرك وقلبك ليأتي شخص ما فيثير الفوضى بداخلك
تبني الحصون وتشيد القلاع كي تحمي نفسك من الأذى ، وفجأة ! يأتي شخص واحد ، يأتي شخص غبي ، لا يختلف عن أي غبي غيره ! ليتجول في دنياك الغبية
تعطيه قطعة منك لم يطلبها أصلا، وحين يقوم بإحدى افعاله الغبية ، كأن يطبع على شفتيك قُبلة أو يبتسم لك ، تتسرب حياتك من بين يديك فلا تغدو ملكك
الحب يأخذك رهينة ، انه يتغلغل فيك ويأكلك من الداخل للخارج ، ثم يتركك تبكي في الظلام وهو يسلك طريقه الى قلبك
كم هو مؤلم ! ليس ألما خياليا ولا عقليا . انه ألم الروح وألم الجسد . انه الألم الذي ينغرس بداخلك ويقطعك إربًا
أكره الحب "

هكذا تحدث الأديب العالمي "نيل غلمان" في رواية "العنيف"

و هكذا أقول أن الحب على فيه من ألم وعذاب للروح لا يقل بشكل من الأشكال عن أي ألم جسدي ؛ فإننا لا نستطتع أن نتحكم فيه ابدأ ... لا يستطيع احد منا ان يقرر من يحب ومتى يحب وكيف يحب ... كل هذه أمور تصيب المرء فجأة تماماً كما يصاب بنزلة البرد ..!!

هل يدري الإنسان الذي يصاب بالبرد كيف يصاب به ! وإلا لحاول وقاية نفسه .. لكنه يتعرض له دون أن يحس  ... قد يكون تعرض لتيار هوائي أو أنه انتقل من مكان دافئ إلى مكان بارد وقد وقد ... كل هذه أسباب مختلفة للإصابة ولكن متى بالضبط ؟ وكيف ؟ هذا ما لا يستطيع الإجابة عنه ولا يدريه .. كل الذي يدريه أنه عطس فجأة ؛ ثم أصابه زكام وتحول الزكام إلى سعال؛ والسعال إلى نزلة شُعبية ؛ ثم يجد نفسه قد أصابته حمى قد يشفى منها و قد تودي به ...

 وبمثل هذا البرد يصيبك الحب – مع حذرك منه – ولكن الذي يصيبك حينها لن يكون بردًا .. بل حباً أو (لطشة هوى) ! وتبدأ العطسة الأولى حينما تبدأ في تمييز محبوبتك عن غيرها من الفتيات .. والعسطة الثانية عندما تجد عيناك تنقبان عنها .. والعطسة الثالثة عندما تجد قدماك تسوقانك إلى جوارها ..!!

وتظهر بوادر الزكام اللعين حين تنظر هي إليك نظرة تحمل في طياتها الكثير من المعاني  و حينما تغرق في أغوار عيناها السوداوين ... وسرعان ما يتحول الزكام والسعال إلى حمى تصيب القلب فتجعله يستعر بين الضلوع !!

إن كتمت في نفسك الجوى و جففت في ماقيك الدموع .. إنطلقت آهاتك من بين الحنايا .. وإن كتمت الآهة وتركتها تحرق فؤادك وحدك ..انسابت الدمعة ! .. وبين الدمعة والآهه .. يتململ اللسان لبيوح بالحب .

ياللطبيعة القلوب ؛كل هذا قد يفعله مجرد خيال يطوف بها او طيف يحوم من حولها !

إن القلوب إذا أحبت فإنك تكاد تسمع في خفقانها رجفة شوق وصبابة تُضاف إلى حمى الحب التى أصابته لتبلغ به من الألم ما نهاية له ولا حدود.

هذا الذي يصفه الناس بالخيال المريض

لكنك – شهادة لوجه الله ولوجه الحقيقة – لا تستطيع أن تنعت هذا الخيال بالمريض وإلا لوقعت في فخ سب جماعي لكل المحبين ! ..فكل المحبين العاشقين يحملون بين ضلوعهم هذا النوع من الخيال الذي يزيد في نفوس البعض منهم القناعة بأن يكتفوا بالطيف والخيال ؛حتى يصير مجرد تخيل المحبوبة يُذهب عن نفوسهم اللوعة .

هل علمتم الآن مدى لوعة وصعوبة و متعة الحب ... إن الحياة لا تستقيم بدونه كما لا تستقيم به .. الحب نار تسعى إليها لتأخذ منها دفء الشتاء ؛فما إذا أدركك الصيف أحرقتك ناره ..

وفى النهاية .. بشرى لكل العاشقين ..

الحب لا يقتل العشّاق . . هو فقط يجعلهم معلقين بين الحياة والموت

الخميس، 2 يونيو 2011

معالي الرئيس ...

معالي الرئيس ...


هذا المقال كُتب استناداً على حرية الرأي التي كفلتها الثورة الطاهرة .. ثورة 25 يناير .. أما بعد ..

فالرحمة من شيم الكرام الرسول عليه الصلاة والسلام عفا عن المشركين عند فتح مكة وانتصاره عليهم واستسلامهم حتي اكرم ابو سفيان الذي كان كافراُ حينها وقال من دخل بيته فهو  آمن .

معالى الرئيس ......قال المولى عز وجل ( فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد ) صدق العلى العظيم..
 أنا أحد المشفقين عليك  معالى الرئيس ....لقد تمت خيانتك من أقرب الناس اليك ...لقد خانك من كانوا يغضون بصرك عن حقائق ومشاكل الشعب الذى أحبك....لقد خانك من كانوا لا شىء وأنت جعلتهم كل شىء.....خانك رجالك والمقربون .....خانك من لا مبادىء لهم......
ستظل انت سيادة الرئيس رمز بالنسبة لي ... انا وبعض الذين يدينون بالمبادىء والقيم
انت منا .. وتعلم جيداً اننا شعب يحسن الاستقبال ولا يحسن التوديع ..
افتقدناك يا سيادة الرئيس ............. أقسم بالله أن قلبي ينفطر لحالك الآن وبؤسك وهوانك على الناس  يعلم الله وحده والذين ذاقوا مرارة فراق الأبناء وضياع المال ما انت فيه الآن .. ويعلم الشامتون ما شاء الله لهم أن يعلموه .. لا ريب عندي أنك الآن تشخص ببصرك إلى السماء ترجوا المولى أن يكشف عنك ما أنت فيه ... ولا ريب عندي أن الله ربي يسمع دعائك ويرى ضعفك ... ولا ريب عندي أن الله ربي و ربك قد قدر أمراً لابد أن فيه الخير للجميع..

تب إلى الله فلازالت الفرصة .. فالله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.. لعلك تصافح رحمة الله و يقبل توبتك .. فالله لا يقنط من رحمته الا القوم الكافرون

أعلم أنك الآن تصرخ من أعماق قلب كوته نيران الفراق.... فصبر جميل

أعلم أن فراق ولديك جمال وعلاء قد أنهك قواك و يكاد يذهب بنور بصرك  لكنهم إن أخطئوا فسوف ينالون ما يستحقون ... فصبر جميل

لا عليك من الناس وفعلهم ولا عليك من الدنيا كلها .. فليس بعد الموت من ضُر .

أسأل الله أن يلين قلوب الناس فيرحموا شيخوختك .. وقلة حيلتك

وكما قلت أنت مؤخراً .... ربنا كبيــــــــــــــر

وكما يقول أصحاب الياقات البيضاء في النهاية :

" والله من وراء القصد"

الخميس، 13 يناير 2011

مفيش حاجة !!!


مفيش حاجة !!

لحظة فقدت فيها مصر إحساسها بالأمان، فمن الذي احتمى حقاً أثناءها بمن؟ ربما لن يمر وقت طويل قبل أن يكتب مسؤول مصري في مذكراته جملة من هذا القبيل: لقد اخترقنا على الأقباط عيدهم لحمايتهم لكننا في الواقع كنا نحتمي بهم في لحظة الضعف.
لا تخافوا إذن و لا تحزنوا "مفيش حاجة"، أم أنه حقاً "مفيش حاجة" ؟
و كأن على رؤوسنا بطحة،.... نعم إن على رؤوسنا لبطحة كبرى و في قلوبنا جرح غائر؛ لكن هذا الحب كله الذي وجد طريقه للتو بين جموع الشعب لم يكن في حاجة إلى زر من أعلى... إذن على هذا المستوى "مفيش حاجة"، أما على ما دونه فهناك ألف حاجة و حاجة تحتاج إلى ألف زر و زر. 
نحتاج أولاً إلى أن نعرف من استباح دماءنا على أرصفة الإسكندرية ؛ و نحتاج أخيراً إلى أن يستقر في قلوبنا إحساس بأن مثل ذلك لن يحدث مرة أخرى، و ما بين هذا و ذاك نحتاج إلى الكثير الكثير.
شعب مصر من صغيره إلى كبيره، و قوى مصر من أقصاها إلى أقصاها مدعوة إلى مرحلة جديدة تبدأ باعتراف صادق من جملة واحدة من كلمتين : لدينا مشكلة.
"الدين لله و الوطن للجميع"، من انتظار ما لا يجئ إلى مجيء ما لا يحتمل، مصر مثخنة بالجراح و قلبها يفتش عن أمل. نحن أيضاً مثخنون بالجراح، جانب منها مفروض علينا و جانب آخر في عيون البعض من نتاج أيدينا .
دمتم بخير يا أقباط مصر، المسيحيين منهم و المسلمين