الأحد، 29 يناير 2012

شفيق !!


شفيق !!
يا كل من يثق بى وبما أكتبه، يا كل فاقد للثقة بى وبما أكتبه، يا كل من يحبنى ويا كل من يكرهنى، يا كل شباب الإعلاميين والمثقفين والفنانين، يا كل العمال والفلاحين يا كل العجائز حول نار المدفئة يا كل الفلاحين في مزارعهم يا كل رجل وكل امرأة، ساندوا الدكتور أحمد شفيق- رئيس الوزراء الأسبق فى انتخابات الرئاسة المقبلة .
لأنه إذا كان من العظمة أن يُقدر كل خلوق ؛ وإذا كان من الأخلاق أن يُقدر كل عظيم ؛ وإذا كان من العظمة والأخلاق أن يُقدر المخلصون ... لماذا لا يقدر المصريون شفيق !!
وإذا كان النجاح لا يتأتى إلا بالاجتهاد ؛ واذا كان الاجتهاد لا يتأتى إلا بالعمل ؛ واذا كان بالعمل والاجتهاد تقاد الأمم ... لماذا لا يؤيد المصريون شفيق !!
يقول الثائرون   : إنه من الحرس القديم .
يقول المؤيدون  : إنه رجل عظيم .
يقول الثائرون   : عَيَنَه وأقامه علينا السابقون .
يرد المـؤيــــــــــــدون    : إذن .. اقلبو كل الموازين واجعلوا الأمر غير مبين ... أستأمنوا الخائن وخونوا الأمين ... !! أيعيب الأمين أنه من السابقين ؟؟
يقول الثائرون   : إنه لا يؤمن بالثورة ولا الثائرين .
يرد المؤيـــــــــــدون  : لكنه ليس من المنافقين .... كلنا الآن من المتحولين .... وهو أبداً لم يخن بلدنا الأمين .
بـيــــــــــــان ...
الوطن تؤذيه الخطابة
المعارك الوهمية الكذابة
ليس لفريقٍ كمال
في الجمع اكتمال
وإن كان من خلاف.. هناك ألف اتفاق
 اليد في اليد، والكتف في الكتف، إسلاميون وليبراليون وقوميون وكل التيارات السياسية، وقد اجتمعت لأجل الأهداف الكبرى، فوقها قوس قزح، حزمة من الألوان المتعددة، لا تذوب في بعضها، يحتفظ كل منها بكيانه وهويته، لكنها تتماس فيما بينها، تنطلق من نفس المصدر، وتصير إلى نفس المنتهى،...
يا أهل الأرض الحكمة في السماء، فارفعوا رؤوسكم.
يناير 2012


الخميس، 19 يناير 2012

رسول الله إليكم !!


أنا رسول الله إليكم ..
لنحبسنَّ دموعنا الثلاثة ؛ دموع التَشرذُم و دموع إهانتنا للجيش المصري و دموع الانهيار الاقتصادي الوشيك إلى حين ؛ ولندخلنَّ جميعاً في مواجهةٍ علنيةٍ مع أصحاب فكرة الثورة الثانية لننظر ماذا يريدون بنا وماذا نحن فاعلون ومتى سنفعل هذا ..!
لا وقت للبكاء ، لا وقت للنواح ، ولا وقت حتى للدموع ، ولا مكان لؤلائك الذين يريدون جنازة كي يشبعوا فيها لطماً وندباً ... لنهدأ ولنشرب كوباً من الشاي أو القهوة ولنجلس جميعا تحت شجرة الحكمة –
إن كان لا يزال بأرضنا شجراً من هذا النوع – ونفكر  ونقدح زناد فكرنا علنا نفهم ما يدور من حولنا من دعوات لما بات يسمى بــ" الثورة الثانية " .
تبدأ الأعوام وتنتهي الأعوام ويبقى أثـرها ؛ يمر الزمن على أثرها فيتحول هذا إلى كنز ؛ وفي اللحظة التي تصير فيها الكنوز كنوزاً .. يولد اللصوص .
اليوم ؛ فيما يمر نحو عام بالتمام والكمال على أضخم حدث في الذاكرة المصرية المحفوظة وعلى أشرف فكرة للثورة على ظلم في التاريخ المصري ، فيما يطبق الصمت على من ذابت أرواحهم ونفوسهم من أجل مصر ؛ تتبادر الآن دعوة من أجل ثورة جديدة في أول ذكرى لثورة 25 يناير .. لماذا...؟؟ لأن شباب مصر يرى أن كبار مصر كانوا ولا يزالوا كبار مصر.
دائماً أسأل نفسي لماذا أفكر في الثورة وفي حال مصر ، و لماذا شئ ما بداخلي رغماً عني يدفعني للكتابة حرصاً على حلم و أنتصاراً لفكرة ، لماذا أنا متعاطف مع مصر بهذا الشكل ، لماذا أري فيها نفسي ، كأنها مرآتي ، بل هي مرآتي .
كان بداخلي ، و لا يزال شعور كبير بأني رسول الله إلى كل أصحاب فكرة "
الثورة الثانية"، و رسالتي إليهم هي تحريرهم من حزنهم و ألمهم الذي يشعرون به على حال مصر اليوم. ألمهم السري هذا أشعر به لكن ما سره ،ما لغزه ، هذا ما يٌحيرني ، فلا مبرر واقعي لما أحسه من ألمهم ؛ فمصر كما أراها اليوم تضحك فرحة مسرورة بشبابها وشيبتها .. مسرورة بحرص أهلها على نجاح برلمانها و بحماس أهلها ورغبتهم في دفعها دوما نحو الأمام .. مسرورة بقيادة هاااادئة إلى أقصى درجة تمارس - ربما لأول مرة - السياسة و إدراة شئون البلاد بعد أن وقفت - كما أرى – بجانب أبناء مصر في ثورتهم ضد من ثاروا عليه .
نعم ،أشعر أني رسول الله إليكم ، و أني مقدر عليكم ، و أنه لا فكاك لأحدنا من الآخر . فإما أن تسمعونني و أسمعكم و إما أن أسمعكم وتسمعونني !! فإني مــٌقدر عليكم .. مصري مثلكم أحب بلادي وأحبكم ؛ فلا ترفضونني !!
فكيف ترفضون رسول الله و ترفضون رسالته ؟!
وما أراه .. أني أحمل إليكم "حكمة " ، و الحكمة لا تأتي إلا بمحاولة الكشف عما أقصده و أرجوه ، فكيف تفهمون حكمة الله دون أن تفهمون حامل الحكمة ، أنا لست سراً يحمل سراً معه .. و إن كنتُ .. فهذا كله لحل سر هو سركم ... لماذا أنتم غاضبون ؟
لست اتكلم شعوذة أو جنوناً . اتكلم عن علم أوتيته يفرض علي أن أكلمكم بلغة مـٌلغزّة حتي يحين الوقت المعلوم حين لا يكون هناك حرج من البوح بالمسكوت عنه الآن و الذي لا يجب أن أقوله كله مخافة أن يكون خطأً و وهماً ، فلكل شئ ميقاته ، و لم يحن بعد ميقات البوح بما أعرفه ؛ فليس كل ما يُعرف يُقال وليس كل ما يُقال حضر وقته وليس كل ما حضر وقته حضر أهله..  لكني لن أخفي عليكم و اظنكم تعرفون أن عدداً من شباب مصر قد تلقى ولا يزال دروساً في فنون الثورة و كيفية التغلب على سلطة الدولة المتمثلة في الجيش والشرطة بأسلحة يدوية جديدة
يوم 25 يناير وفيما يليه وصولاً الى 10 فبرابر  وسط دموية سوف لن توصف .. تلقّى هذا كله فيما يسمى ب "أكادمية التغيير" والتي تتخذ من الدوحة مقراً لها !
وهذا ليس سراً ؛ فلقد أبلغتكم باسم الأكادمية وعليكم أن تتأكدوا .
لكن ما يُحيرني حقاً و يثير أحياناً جنوني قبل فضولي : أن هذه الدورات قد بدأت من نحو نصف عام فقط أي بعد قيام الثورة المصرية فعلاً ، فأي شيئ يتعلمه شبابنا الآن ولماذا يصر هؤلاء على تعليم شبابنا هذه الفنون وقد قامت ثورتنا بالفعل ... ثم ... لماذا تأتي فكرة الثورة الثانية على يد غير أيدينا ؟
ما لساني الذي يتحدث ، و إنما اتكلم بفيض حبي لمصر ولكم وعن علم أوتيته في لحظة انكشف فيها
- كما أعتقد السر  و كل سر .
لنهدأ طويلاً طويلاً ثم نعمل كثيراً كثيراً ،فهذا ما نحتاجه في هذه اللحظة وهذا ما يدفعنا حقاً نحو أن نكون محل احترام وتقدير العالم بحق ؛ العالم الذي لا يرحم صغيرا ولا ضعيفاً .... ثم إننا لا نستطيع أن نصعد السلم وأيدينا في جيوبنا !!
أنا رسول المحبة و السلام إليكم ... فإتبعوني بإحسان لعلنا نكون من المفلحين .
"طابت مصر وطيب الله ثرى هؤلاء الذين دفعوا دمائهم و أرواحهم و طيب نفوس هؤلاء الذين دفعوا عيونهم و أطرافهم ثمناً لهذه اللحظة وطيب جبين كل من سجد و يد كل من فعل ولسان كل من نطق و قلب كل من خفق من أجل الحق و العدل و الحرية"
استقيموا ؛ يرحمني و يرحمكم الله
القاهرة يناير 2012

ولا حــاجة !!


ولا حاجـــــة !!

أهلاً بـــــكم ....
هذه المرة وجدت نفسي مجبراً على التخلص من هذا المعنى ...
أنا تماماً مثلكم .. لم أفكر فيه كما ينبغى ولم أنتبه له كما يجب .. بل لا أخفيكم ؛ كنت أُعد لكتابة كلمات كالتي اعتدت على كتابتها ... لكن الأمر جاء فجـأة ؛كما يأتيك الموت ... بل هو فعلا .. الموت .. بشحمه ولحمه وغموضه ورهبته وسطوته و سكونه و ألمه وفجيعته ...
قبل قليل جائني نبأ وفـاة أحد الشـباب الذين هم في مثل سني أو ربما يصغرون قليلاً - وهو صديق صديقي - على أثر مرض أصابه فقط منذ عدة أسابيع  !!
صحيح هو ليس قريباً منى بالدرجة الكافية كي أحزن حزناً يجرفني لكتابة هذه الكلمات ؛ لكن الذي جرفني هو : هذه السطوة وهذه القوة للموت وكيف أنه لم يرحم صغيراً ولم يُمهل حلماً ولم يشفق بأم ولم يرأف لحال أب ؛ بل أنه حتى لم يرحم طموحاً لدى كل من هم في زهرة شبابهم عندما يسمعون مثل هذا الخبر ....
لماذا إذن كل هذا اللهو والمرح والفرح والكِبر !! لماذا كل هذه الأحلام الوردية الزاهية التى نعيشها بعيدين تماماً عن مجرد تخيل هذه اللحظة ... إنها إذن لا تأتي فقط لهؤلاء الذين شابت رؤوسهم وانحنت مناكبهم وطعنوا في سنهم .. ولا لهؤلاء الذين يسيرون على الطرق السريعة .. ولا حتى لهؤلاء الذين يحملون بنادقهم في معاركهم .... إنه عربة تقف -كما يقولون- عند كل باب في أي وقت .... إنه أكبر قفزة في حياتك !
ولكن ... ما الذي ستخرج به من هذه الدنيا؟‏!‏
صحيح ما الذي يمكن أن يخرج به الإنسان من هذه الدنيا!!
والجواب: " ولا حاجة " .. لأنك إذا قلت أنك ستخرج من هذه الدنيا بـ"حاجة" فأنت لا تعرف ماذا تقول .. لأنه لا أحد يخرج منها بـأي "حاجة" .. فحين تموت لن تترك "حاجة" لأحد .. لأن كل الناس عندك بعد موتك " ولا حاجة"  ؛ ...  كان وزنك عندما جئت الحياة ثلاثة كيلو  وسوف تخرج منها و وزنك تسعون كيلو .... كل هذا " ولا حاجة "
أسأل نفسك : كل هذا التعب والعذاب في الدنيا والنتيجة ماذا ؟
"ولا حاجة" !! فأنت قاتلت وحاربت وصارعت وناقشت ومرضت وسهرت وأكلت وشربت وكسبت وخسرت وجمعت وطرحت وكفرت وآمنت ودق قلبك طالعا نازلا ثم ضاق صدرك والتوت أمعاؤك واحترقت معدتك و زاغت عينك وانشطر رأسك وحارت قدماك في كل أرض وامتدت يدك الي كل الكتب والعقاقير.. والنتيجة ماذا ؟ "ولا حاجة" .. فما الذي يمكن أن يخرج به الانسان من دنياه؟!
ستجد الإجـابــة سهلة تـمـامـاً :  " ولا حـــاجـــة "
هذه ليست دعوة للتشاؤم والحزن المكين ؛؛ ولكن صدقوني ..
لا الشمس ولا الموت ؛ يمكن أن ننظـر إليهما دون أن تدمع عيونـنـا
استــقيموا ؛ يرحمكمـ الله
نوفمبر2011

أي حــاجة !!


أي حاجــــــة !!
اقرا ما يلي وعقلك في راسك وايمانك في صدرك ، لا تأخذ كل ما أقوله قضية مسلّمة وحقيقة مقرّرة، فالحق هو الذي لا يكون باطلا ، وليس الحق هو الذي تحب قائله ، فانظر ابدا الى ما قيل ودع من قال.

أكتب الآن لانني لستُ ملكا ولا عبداً ،
أكتب لاني الآن على مشارف  أن أفقد "دور البرد" او الزكام الذي صادقني الفترة الماضية والذي لم يكن بالنسبة لي مصدر إلهام كبير للكتابة فحسب ؛ وإنما كان مصدر سعادة لي حين أتذكر العلاقة الوثيقة بين نزلات البرد والحب والتي ذكرتها من قبل في موضوع " لطشة هوى" !!
لهذا كله " فقط " أكتب وهو سبب يروق لي حتى الآن !
ومادامت كتابتي تعجب تسعة أصدقاء و زميلة واحدة ..
فهذا جميل وجدير ويكفيني جدا جدا !!
ولكن صدقني ... لا يجعل الرجل يُقبل على ما يعلمه فيتقنة وعلى ما لا يعرفه فيتعلمه ويتقنه إلا وجود  إمراة  في حياته تحثه على ذلك ؛ حينها تراه يلمع ولو هاجمة ألف صديق !
انها تمنحك إحساسا بالكرامة واحتراما للذات لا يوصف ويقينا صادقاً في أهمية وعظمة ونبـــل ما تفعل .
تماما كما يقولون " وراء كل رجل عظيم امراة عظيمة " وهذه هي أهم فؤائد الحب ... إنه قوة تدفعك لا  إراديا بكل ثقة نحو الأمام ؛ لكن مصيبة هذا الزمان تتلخص في ندرة هذا النوع من النساء ؛ ... أين يمكنك أن تجد امراة تؤمن بدايةً بما في راسك كله ثم تنقل ايمانها بك إليك وتدفعك الى الأفضل وتصغر في عينيك نجاحك وتُكبره في عينيها لتدفعك الى ما هو أعظم و أفضل , وفوق هذا كله تقبل أنت كل ما فيها وتحبها بما فيها مما لاتحبه ؛حتي تكون هي ملء عينيك كما أنت ملء عينيها ...
الغريب أن الانسان لا يرى الاشياء القريبة . لا بد أن يبتعد عنها مسافة كافية ، أو وقتا غير قصير لكي يراها بوضوح !
العزاء مع هؤلاء حين تفقدهم بجهل يزداد صعوبة، بل يصير فعلا مستحيلا ..
والمصيبة اننا نفقدهم بجهل منا .. لماذا ..؟؟
صدقني لم اصل الى اجابة !
من علامة التعجّب التي ختمت بها .. أقول : لقد وصلت الآن الى إجابة !
نحن كلنا نخاف من الحب ونسعى الى كل ما هو دونه ... " كله إلا  الحب" ... لماذا ؟؟؟ الله أعلم
الحب يا عزيزي لا يُعلق على وجوُهنا لوحات الحُزن الثابتة كما نتوقع . كل مايفعله هو أن يزيد حرارتك درجة واحدة، تكفي لجعلك متذبذباً بين حالات مُختلفة ، .... لا تترك نفسك فريسة متلازمة" إسبرجر" تعيش وحدك وتموت وحدك .. أصعد فوق خوفك ولا تدعه يُسقطك مرة أخرى

إنتهى الحُب يا عزيزي
استقيموا ؛ يرحمـكمـ الله
28/10/2011

إنا لله و إنا إليه راجعون !


"إنا لله و إنـا إليه راجعون"
اليوم .. مات آخر هرمٌ من ثلاثة أهرام في ثقافتي !!
مات ..... من كان يضع الله فوق أديانة ؛ مات ..... من كان يكرم عقل الإنسان ؛ مات ..... من كان يحى الوجدان للإنسانية ؛ مات ..... من عاش للوجدانية ؛ مات ..... آخر فيلسوف مصرى ؛ مات ..... رجل من زمن الأدباء ؛ مات ..... من كان يكتب "مواقف" ليضحك على الكبار ويستمتع العامة ؛ مات ..... من كان لايعرف الناس دينه كان مسلم ويعبد الله بوجدانه لافرق في فكره بين أديان الله لأنه كان يعبد الله وليس دينه....
على مدى أكثر من سبع سنوات الى يومنا هذا اقرأ له عموده فى الأهرام والشرق الآوسط ومات اليوم وقد نشر له عموده اليومى ؛ مات .... آخر فيلسوف مصرى .... ؛ مات .... من تكلم عن المرأه وهو محب .... ؛ مات .... من تكلم فى السياسه بدون إسفاف ....
عاش عمره لايخاف الإ من البرد ... فصنع كلمات لمجتمع ثلجى تصنع الدفئ

مات .... أنيس منصــــــور
لحظة من الصمت من فضلكمـ !
كان طرازاً  فريداً من البشر. لم يلهث يوماً وراء منصب، ولم يتطلع عبر مراحل حياته المختلفة إلى غير مساره الفكري ومكانته الأدبية، وظل وفياً لمبادئه وأفكاره. لم يقبل أنصاف الحلول، ولم يساوم من أجل هدف خاص. عرفت فيه الحس القومي الرفيع، والموهبة الصادقة، واختلاف الفكر، والزهد في المناصب، بل العزوف عن الأضواء الصاخبة ...
إن كثيرين سقطوا في سباق الحياة الطويل، لكنه بقي واقفاً كنخلة نبيلة .. يوزع الأخلاق بيمناه، والعلم بيسراه، محافظاً على العهد والوعد الذي قطعه على نفسه في صمت حين قرأ في عيون قُرّاءه احتراماً له، وتعويلاً عليه، وأملاً فيه. فلم يخيب الظنون، ولم يكسر الخواطر، ولم يخن، ولم يسترخص نفسه، ولا ما في رأسه أبداً، وسار في طريقه كما ينبغي للأديب أن يمضي، وصان كرامته كما يجب على الإنسان السوي أن يفعل.
هل بقي حقاً اليوم هذا النوع من البشر؟

لحظة من الصمت من فضلكمـ !
22 أكتوبر 2011

أمي لا تقول الحقيقة !!


أمي لا تقول الحقيقة !
سبق أن كذبت علىّ أمي من قبل ثماني مرات سوف لن أنسـاها أبداً ....

 تبدأ القصة عند ولادتي ،فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر
 فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا ....
وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضاً من الأرز لنأكله ويسد جوعنا :
كانت أمي تعطيني نصيبها ..
وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى طبقي
كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ،
فأنا لست جائعة ..

وكانت هذه كذبتها الأولى !!

وعندما كبرت أنا شيئا قليلا
 كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ،
 وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد تساعدني على أن أتغذى و أنمو ،
 وفي مرة من المرات استطاعت بفضل الله أن تصطاد سمكتين ،
 أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت السمكتين أمامي
 فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا ،
 وكانت أمي تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ،
 فاهتز قلبي لذلك ،
 وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ،
 فأعادتها أمامي فورا
وقالت : يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ،ألا تعرف أني لا أحب السمك ..

وكانت هذه كذبتها الثانية !!

وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ،
 ولم يكن معنا من المال ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل وتعرض الملابس على السيدات
وفي ليلة شتاء ممطرة ،تأخرت أمي في العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ،
فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ،ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ،
فناديتها : أمي ، هيا نعود إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ،
 فابتسمت أمي
 وقالت لي : يا ولدي ...أذهب للبيت ونام ....أنا لست مرهقة ..

وكانت هذه كذبتها الثالثة !!

وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ،
 أصرت أمي على الذهاب معي ،
 ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ،
 وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء
 وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ،
 ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ،فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ،
 بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ،
 وفجأة نظرت إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ،فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها :
 اشربي يا أمي ،
فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة ..

وكانت هذه كذبتها الرابعة !!

وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ،
وأصبحت مسئولية البيت تقع عليها وحدها ،
ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ،فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ،
كان عمي رجلا طيبا وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ،
وعندما رأى الجيران حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق علينا فهي لازالت صغيرة ،
ولكن أمي رفضت الزواج
قائلة :أنا لست بحاجة إلى الحب ..

وكانت هذه كذبتها الخامسة !!

وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ،
حصلت على وظيفةإلى حد ما جيدة ،
واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي
وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ،
وكانت في ذلك الوقت لم يعد لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ،
فكانت تفرش فرشا في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ،
فلما رفضت أن تترك العمل خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه
قائلة :يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني ...

وكانت هذه كذبتها السادسة !!

وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجستير ،
 وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ،
 ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ،
 فشعرت بسعادة بالغة ،
 وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ،
 وبعدما سافرت وهيأت الظروف ،
 اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ،
 ولكنها لم تحب أن تضايقني
 وقالت : يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ... انا لا ينقصني أي شيئ

وكانت هذه كذبتها السابعة !!

كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ،
 وأصابها مرض السرطان اللعين ،
 وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين أمي الحبيبة بلاد
 تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها طريحة الفراش بعد إجراء العملية ،
عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي و تقبلني ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ،
 ليست أمي التي أعرفها ،
 انهمرت الدموع من عيني
 ولكن أمي حاولت أن تواسيني
فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ...

وتلك كانت كذبتها الثامنة !!

وبعدما قالت لي ذلك ،
أغلقت عينيها ،
فلم تفتحهما بعدها أبدا ...
إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته :
 حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ...
واعلم ان أفضل وسادة سوف تفتقدها يوما ما هي حضن أمك ...
واعلم كذلك أنك مدين بما وصلت إليه وما ستصل إليه يوما ما إلى أمك الملاك ... هي الوحيدة التي تخدمك بكل حب بل وتسعى إلى ذلك وتسعد به ...
تذكر دائما موقف تقف فيه لتقول للناس ولنفسك بكل حرقة ومرارة " لقد فقدت أمي " .. حينها ستشيب فجأة ولن تجد الإنسان الذي هو وحده المخلص لك في كل ما قاله لك ... ستفقد قيمتك في الحياة .. سترى الدنيا وقد توقفت تماماً من حولك وكأن عقارب الساعة قد دقت بآخر ما عندها وليس ثمة متسع للمزيد ؛ ستدرك فجأة أنها كانت شيئا آخر لم يشبه أحدا ولم يكن أحد يشبهه.
ثمة شيء واحد يعضدك ويشدد عزيمتك في هذه الدنيا : وجودهـا . أنت وحدك تدرك قيمة أمك وليس كاتب هذه الكلمات ... وحدها كانت ولا تزال تحافظ على توازن كل شئ في حياتك . اغمض عينيك لحظة وقل في نفسك "إنها موجودة" ، سترتــــــــــــــاح كثــــــيراً.
آآآآه ... يجب أن نشكر من كان مثلها ، لا لشيء إلا لأنه موجود .

استقيـموا يرحمكمـ الله
اكتوبر 2011

كش ملك !!


كــش مــــلكـ!
على متن السيارة الأجرة التي أستقليتها بصعوبة من وسط القاهرة مساء أمس في طريق العودة إلى المنزل بعد نزهة كانت لطيفة قبل أن يتخللها فيلم مصري درامي هابط من الطراز الأول في سينما "مترو" أعقبها مشهد مأساوي كما رأيته بعيني في ليل القاهرة متمثلا في إحراق بعض عربات ومدرعات الجيش على يد من قيل لي أنهم أقباط غاضبون وسماع دوي طلقات نار كثيف ؛ بعد ذلك كله وفي طريق العودة إلى المنزل تنافست على اهتمامى وتركيزى أربعة موضوعات كبرى. أولاً: مقارنة حادة بين افلام الدراما المصرية والعربية من جهة والدراما الأجنبية من جهة أخرى. وثانياً: إحساس في غاية الروعة والذعر فى آن معاً عندما فكرت في كيف سيكون مستقبلي بعد تخرجي من كليتي. وثالثا هذه الأحداث المأساوية التي لابد وأنها ستكون دموية والتي تجتاح مساء القاهرة . ورابعاً: الألم الحاد المفاجأ الذي أصابني في عيني منذ أربعة أيام ووصول عيني إلى مرحلة إحمرار واضح انتفضت معه الحواس وأشعرنى بالخجل بين الناس وبالقلق من احتمال أن يكون الأمر أعقد قليلا مما أتصور .
فأما ألم عيني ، فقد تولاه عنى أصدقائى على «الفيس بوك» الذين أرسلوا لى ما يقرب من خمسين وصفة طبيعية ساعدتنى كثيراً على التركيز فيما هو أهم. وأما المقارنة بين الدراما العربية والأجنبية ، فلا تكفيها سطور هذا المقال. ولابد من أن نعود إليها مرة أخرى. وأما مستقبلي فلقد خلُصت سريعاً إلى حقيقة أنني إذا أخلصت حياتي كلها لله فالله يتولى الصالحين ؛ يهب لي مستقبل باهر وزوجة صالحة وعموماً لازل الوقت كله أمامي .
وما كان لابد له أن يحتل الصدارة فى تلك اللحظة هو مشهد القاهرة المأساوي في تلك الأثناء وما آلت إليه أحوال الثورة التي خرج بها الشعب على من ظلمه وأفسد حياته ؛ فلقد استطعت منذ لحظات أن أدلف إلى شبكة الأنترنت من هاتفي المحمول لأطالع الاخبار والمواقف لعلي أدرك قليلا ما الذي يدور حولي ؛ لكن الغريب أنه حتى تلك اللحظات لا موقف لمجلس الوزراء ولا للمجلس العسكري ولا للكنيسة ولا حتى لرئيس تحرير الجريدة !!
لا موقف في مصر في لدى تلك اللحظة سوى أمام مــاســبـيـرو ؛ والعبور إلى ماسبيرو في هذه اللحظات عبور إلى الوراء بمقدار ثلاثين سنة .. كأن الزمن قد توقف و كأنك تطالع كابوس ليلة صيف أو تموته ماله من صباح .. مستباح .. هكذا الوضع أمام ماسبيرو الآن .. مستباح !!
في هجمة من هجمات الألم أستيقظ كل لحظة على رقم جديد للشهداء أسمعه من بعض الذين يركبون معي السيارة في تلك الأثناء .
بعد ذلك بقليل بدأت الأنباء والمواقف تتوافد على صفحة الجريدة التى أطالعها على هاتفي المحمول " البيت الأبيض يدعوا لحماية الأقلية القبطية في مصر ويعتبر أمريكا صديقة لهم " !!!
فيما أتوجه ومعي جموع ركاب السيارة على الأقل بالدعاء والتضرع إلى الله يتوجه هؤلاء المتوتورين في شوراع القاهرة بخطى ثابتة نحو طريق اللا عودة .
إلى أن يشبع الصديق من صداقتنا فاليرحم الله الذين تتوافد الأنباء عن مقتلهم ...
وإلى أن يعود الأخ إلى أخيه ؛ فليرحم الله الذين يموتون اليوم وسيموتون غدا بالفتنة القاتلة .
تمنيت لو كـان الأمر بيدي ودعوت المصريين وكل من تشيع لهم إلى كلمة سواء وأطرح عليهم تساؤلا : لماذا نختار نحن بأنفسنا أن نغض الطرف عن هذه الحقيقة الثابتة التي أعترف بها أعداؤنا : أنه لا سبيل إلى تفيت هذا البلد على على خلفية الدين ؟؟
وللذين هم مصابون لا يزالون بمتلازمة استكهولم ؛ إليكم تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية تقول فيه إن عناصرها في مصر يؤكدون إضهاد الأقباط !
هؤلاء نظفوا بلادهم من جانب من أوساخهم ووسخوا بلادنا بأرخص الأثمان عليهم وأغلاها علينا .. أرواح أهلنا ؛ وفي الطريق إلى توسيخ بلادنا كسبوا المعركة في زمن قياسي بأفكـارهم وبأيدينا .. وصاروا أبطالاً !
وحتى لا يتحول حماسنا في هذه اللحظات إلى سذاجة سياسية ؛ " مسألة ضرورية " .. نعم حقوق الأقباط في مصر "مسألة ضرورية" لا يختلف معناها بإختلاف الزمان والمكان والموقف .
قضية حقوق الإنسان في مصر هي في كل الأحوال حق .. لكنها في أغلب الأحيان حق يراد به باطل .
ولنتذكر جميعاً ...
أن اختلاف المعتقد لا يستدعي بالضرورة استحضار البندقية
استـقـيمـوا ؛ يــــــرحمكمـ الله
10/10/2011

اتقوا الحب يرحمكم الله !!


اتقوا الحب؛يرحمكم الله !
لأول مرة فى حياتى أرانى محبطاً ....
وإذا كانت هذه الكلمات قد كٌتبت على نحو من العَجل ... فذلك لأني أخشى أن يتمكن مني هذا الإحساس باليأس  وبطئ عقارب الساعة دون أن أطرحه على ورقة ... وكأن الدنيا كلها من حوالّي قد توقفت عن الحركة ... فاليوم ولأول مرة أشعر بأن قلبي ينفطر وبأني فقدت أو سُلبت شيئاً أو شخصا كنت قد أحببته ... تلك التي سميتها أنا ترميزاً  " رنــــــا " وبالمناسبة .. هي لا تعلم عن هذا الترميز شيئا ..
فكرت ألف مرة قبل أن اكتب هذه الكلمات وأتخلص من هذا الإحساس ... فكرت أن أضرب رأسي ألف مر ة في أي حائط – وما اكثر الحوائط في حياتي – لأني أعلم أن مخ الإنسان لا يُدرك ألمين في لحظة واحدة ... لكني راجعت نفسي حين تأكدت تماما أن الذي أصابني الآن هو ألم في صميم النفس ...
" مشغولة علشان بتشتري الشبكة ... هي ماقالتلكش ولا ايه ؟ " .. هكذا أجابت من سألتها عن سر غياب " رنا "  ... ما أثقل هذه الإبتسامة التي تكلفتها مضطراً نيابةً عن فرحة قلبي المفترضة ! ؛ وما أثقل الصدمة .
لا أعرف ما كان ينبغى علىّ أن أشعر به فى تلك اللحظات. فقط شعرت بأننى موزَّعٌ بين ابتسامة متكلفة يجب أن يراها على وجهي أى أحد، فى موقف كهذا وبين صدمة داخل نفسي .
أنا لا أقول إني أحببتها كما لا أنكر أني كنت في الطريق إلى ذلك ؛ لكنها على أقل تقدير قد نالت كثيراً من إعجابي الصعب المنال؛ لكن الذي لا شك فيه أني راجعت كل الذي قلته لها وقالته لي وما كنت سأقوله ... والحمد لله أني لم أقله !
إن عقلي لا يفتأ حتى هذه اللحظة يتذكر مناقبها التي أعجبتني ... وأنا لن أقول فيها كثيراً لأنها الآن ليست ملكي ولا حتى ملك نفسها ولانها أيضاً كانت تخجل من الحديث عن نفسها، ولكن أرجو أن تأذن لى روحها المرحة بأن أتحدث أنا عنها فى غيابها مثلما تحدثت هي عنها دونما إذن منها فى حضورها ...
كانت مختلفة .
أتمنى لها عيش السعداء ومُنتهى العظماء
واتنمنى من نفسي أن تكف عن تذكرها وأن تجرؤ نفسي مرة على الذهاب إليها لوداعها حتى تظل ذكراي طيبةً في نفسها ... ثم ينتهي كل شيئ ؛ لأنه ببساطة أنتهي كل شيئ ... سطوة الحياة ومشيئة الله من ناحية، ورغبة ملحة فى وداع كريم وخفيف وسريع من ناحية أخرى .

           اتقوا الحب؛يرحمكمـ الله .
سبتمبر2011