الخميس، 19 يناير 2012

لن نرحل !!


لن نرحل !!
لنحبسن دموعنا الثلاثة .. دموع الشهداء و دموع الانهيار الاقتصادي الوشيك ودموع الانفلات الأمني الأسود إلى حين .. ولندخلن جميعاً في مواجهة علنية مع هذه الفتنة الداخلية لننظر ماذا تريد بنا و ماذا نحن فاعلون .. ومتى سنفعل هذا ؟!

لا وقت للبكاء .. لا وقت للنواح .. ولا وقت حتى للدموع .. ولا مكان لأولئك الذين يريدون جنازة كي يشبعوا فيها لطماً وندباً ..
لنهدأ ولنشرب كوباً من الشاي أو القهوة .. ولنجلس جميعاً تحت شجرة الحكمة "إن كان لا يزال بأرضنا شجراً من هذا النوع" ونفكر ونشحذ عقولنا ونقدح زناذ فكرنا ونفهم
و نحاول أن نتدارك جميعاً أننا جميعاً على شفا حفرة من النار ..
شعب مصر من كبيره إلى صغيره .. ومن مشايخه إلى قساوسته مدعوٌ لأن يُمسك بسيف حاد يقطع به هؤلاء الذين يريدون بنا الهلاك ...
نقف اليوم و الآن " وياللعار " على أعتاب فتنة نشبت شرارتها الأولى حين سمحنا لأنفسنا بدايةً أن يُخَون كلاً منا -مسلم ومسيحي- أخاه بدعوى إسلام أو تنصر أو احتجاز فرد .. فصرنا نتهافت ونتقاتل ونتبادل الحديث و النجوى وكأن حياتنا قد افتقدت إلى كل أولوياتها حتى صار هذا هو الأمر الذي يمكن أن يفرق بين أبناء شعب عاش طوال قرون حضارته الفرعونية بأكثر من مائة دين دونما تفرق ... لأن الذي وحدهم حينها وبعدها ودوماً إحساسهم بالمسؤالية تجاه بلادهم .. وَحدَهم مَاؤه وترابه .. وحدتهم شدته و رخائه .. وحدهم فرح الوطن وتَرحُه .. وحدهم حب الله الذي يستوجب حبه.. سماحة الأخلاق وصفو النفوس و صدق الألسن وطهارة القلوب.
وكأن الفراعنة الذين كانوا يعبدون أوثاناُ ما أنزل الله بها من سلطان كانوا أكثر تعقلاً و أوسع إداركاً منا نحن الذين نعبد الله مخلصين له الدين وإن اختلف مسمى هذا الدين .
لقد تركنا المجال لأعدائنا من كل حدب و صوب حتى صاروا يقودون شبابنا إلى طريق ليس له نهاية إلا تقسيم هذا البلد و كسر شوكته؛ و لسان حال كل فرد من أعدائنا ..
"سأريك من آياتي عجباً .. أرضك أجعلها أثنين وثلاثاً و أربعاً .. دارك أنزع منها ركن فيكون هنا و ركن فيكون هناك ، وأنت..ها أنت لازلت تولي وجهك شطري ،تجعلني قائداً و أنا بك ماكرا.. وتأتي صفوفًا طويلة طويلة، تفقد عقلك، تغادر نفسك، وتسلمني نياشين صدرك، وأكاليل نصرك، و وحدة صفك .. وتمنحني أناشيد الغيورين على دينهم ، أردها لك فتنة بينك وبين أخيك ونصف مرقد بدل كل المرقد، سأجعلك تمزق صور مجدك، وأنزع من نفسِك نفسَك، وأنسيك أنا أنك أنت الثائر، وأن الثائر  لا يُفتن  ....  وتُفتَن !! "
وفينا سماعون لهم .. وفينا من قال إنهم بنا ولنا !! ويحنا أويرعى الذئب الغنم ... أوتجري الشمس " لا مستقر لها"؟؟
هو الأمر إذن فانظروا، تخلعون زيكم وأسماءكم و أمجادكم ، والمسبحة، والمئذنة، و الصليب و ألف ألف خمار إمرأة وتغمضون عيونكم، وتكممون أفواهكم، وتسدون آذانكم، وتسيرون ورائهم، وتسيرون حتى إذا انتهيتم انتبهتم أن الأرض صارت لهم ولنا ... صارت المقبرة !!!
لكننا إن أفقنا وعدنا كما كنا .. ثائرين مسالمين موحدين متوحدين فسوف نزرع في صدور أعدائنا  وفي ظهورهم سيفا طاهرا مباركاً ملؤه الوحدة والتآخي ؛ نصون به تاريخنا و ماضينا: ونحفظ به حاضرنا؛ و نرسم به لمن خلفنا مستقبلاً ينعم كل فرد فيه بصحبة أخيه و بأرض وطنه .. وقبل هذا و ذاك نحفظ به ديننا
فكلنا أبناء هذا الأرض ... أفترشنا أرضها و ألتحفنا سمائها طوال ثمانية عشر يوماً باحيثن جميعا عن تحرير و حرية وعدالة :ودفع المسيحي قبل المسلم والمسلم قبل المسيحي دمه كي ينعم أخيه بما تمناه هو لنفسه .
نحن من هنا، وسنظل جميعا هنا
ديارنا هنا، ميلادنا هنا، قبورنا هنا.
قلاعنا.. مجدنا.. المسبحة والمئذنة هنا ، العرض .. والأرض .. والسماء ..هنا
فلن نرحل
أيغادر الظفر اللحمة أو مقلة العين مكانها أو الشجرة منبتها؟
ليس سوى الفتن تأكل منبتها ... ويا لهول الفتنة ... و يا ليل من أوقد نارها !!
مايو 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني مشاركتك وإبداء أرائك في هذه المساحة