الخميس، 19 يناير 2012

أجراس الخطر !


أجراس الخطر
ربما نكون قد دخلنا مقر السفارة الإسرائلية  لكن ذلك لا يعني فيما يعني سوى أننا في هذه اللحظات قد انحرفنا كثيرا كثيرا عن مسار الثورة التي أشعلنا جذوتها .
ماذا يمكن أن يكون وراء كل هذا الذي حدث في هذه الليلة ؟ هل يعقل انها الوطنية وحدها هي التي حركت هؤلاء الشباب الذين هم بين قوسين " مصريين " حتى أقدموا على هذا الذي أساء لمصر إساءة ستكتب في التاريخ بحروف أشد سواداً من قبعة الكاهن ؟
لقد منحنا إسرائيل بفعلنا هذا نصف الثقة وثلاثة أرباع الحق و كل الفرصة كي تقف هي أمام أعين العالم في صورة الضغيف المستضعف ... البرئ الذي تكالبت عليه كل القوى ؛ ليمنحها العالم كله الحق في أي رد تراه مناسب على إنزال علمها من فوق سفارتها مرة ومرتين ثم اقتحام مبني السفارة الذي يرمز حين يرمز .. يرمز إلى سيادة هذه الدولة ؛ في مخالفة صريحة لكل العهود و المواثيق وفي سابقة سيئة لم يعرف لها العالم من قبل مثيل .
مرة أخرى يجد المصريون أنفسهم في صراع مع إسرائيل ، لكن ثمة جديد هذه المرة، و الجديد أن هذا الصراع لا يتعلق بالدين أو بالفكر بقدر ما يتعلق بثقافة الثورة و فقه التمرد ومدى إدراك أننا على شفا حفرة من النار ، وبقدر ما يتعلق بالعقل و الحكمة هذان في الدنيا هما الرقباء، إن كان لأحمد شوقي أن يعود اليوم، إن كنت متفائلاً فامدحهما، إن كنت متشائماً فالعنهما، وإن كنت واقعياً تعال معي إلى قليل من الذي قيل عنا بعد هذا المساء الأسود .
فقد صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما – هذا الذي قال في المصريين شعراً وقت ثورتهم – قال أن على المصريين أن يلتزموا بإتفقاتهم الدولية ومسؤلياتهم .
السفير الإٍسرائيلي إسحاق ليفاتون قال في تصريح وحيد له : من أجل الفوضى قام المصريون بالثورة ؟
رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو يقول إن الوضع الحالي خطير وعلى المجلس العسكري المصري تحمل مسؤلياته وفرض السيطرة .
خبراء يقولون ان ما جرى نتيجة ضعف الحكومة المصرية .
ناهيك عن انتفاء صفة التحضر والرقي عن المصريين في عيون كثيرين من هؤلاء الذين لا ناقة لهم في مصر ولا جمل لهم في تل أبيب .
كثير من التشويه إذن للصورة التي لطالما حلم المصريون وغاصوا في اعماق الثورة و صحبوا الضنا والألم في ثورتهم لأجل أن يعودوا و أن يصوغوها لأنفسهم في عقول أنفسهم وفي عقول الآخرين الذين راقبوا هذه الثورة الطاهرة .
وفي النهاية ...
إذا كانت هذه التفاصيل الصغيرة في هذا الحدث الكبير لا تعطيك فكرة ولو صغيرة عن حجم هذا الذي حدث في هذا المساء المشؤوم ... أدوعك لقراءة المــقال مرة أخرى .

لله الأمر من قبل ومن بعد !!
سبتمبر 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني مشاركتك وإبداء أرائك في هذه المساحة