الخميس، 19 يناير 2012

كش ملك !!


كــش مــــلكـ!
على متن السيارة الأجرة التي أستقليتها بصعوبة من وسط القاهرة مساء أمس في طريق العودة إلى المنزل بعد نزهة كانت لطيفة قبل أن يتخللها فيلم مصري درامي هابط من الطراز الأول في سينما "مترو" أعقبها مشهد مأساوي كما رأيته بعيني في ليل القاهرة متمثلا في إحراق بعض عربات ومدرعات الجيش على يد من قيل لي أنهم أقباط غاضبون وسماع دوي طلقات نار كثيف ؛ بعد ذلك كله وفي طريق العودة إلى المنزل تنافست على اهتمامى وتركيزى أربعة موضوعات كبرى. أولاً: مقارنة حادة بين افلام الدراما المصرية والعربية من جهة والدراما الأجنبية من جهة أخرى. وثانياً: إحساس في غاية الروعة والذعر فى آن معاً عندما فكرت في كيف سيكون مستقبلي بعد تخرجي من كليتي. وثالثا هذه الأحداث المأساوية التي لابد وأنها ستكون دموية والتي تجتاح مساء القاهرة . ورابعاً: الألم الحاد المفاجأ الذي أصابني في عيني منذ أربعة أيام ووصول عيني إلى مرحلة إحمرار واضح انتفضت معه الحواس وأشعرنى بالخجل بين الناس وبالقلق من احتمال أن يكون الأمر أعقد قليلا مما أتصور .
فأما ألم عيني ، فقد تولاه عنى أصدقائى على «الفيس بوك» الذين أرسلوا لى ما يقرب من خمسين وصفة طبيعية ساعدتنى كثيراً على التركيز فيما هو أهم. وأما المقارنة بين الدراما العربية والأجنبية ، فلا تكفيها سطور هذا المقال. ولابد من أن نعود إليها مرة أخرى. وأما مستقبلي فلقد خلُصت سريعاً إلى حقيقة أنني إذا أخلصت حياتي كلها لله فالله يتولى الصالحين ؛ يهب لي مستقبل باهر وزوجة صالحة وعموماً لازل الوقت كله أمامي .
وما كان لابد له أن يحتل الصدارة فى تلك اللحظة هو مشهد القاهرة المأساوي في تلك الأثناء وما آلت إليه أحوال الثورة التي خرج بها الشعب على من ظلمه وأفسد حياته ؛ فلقد استطعت منذ لحظات أن أدلف إلى شبكة الأنترنت من هاتفي المحمول لأطالع الاخبار والمواقف لعلي أدرك قليلا ما الذي يدور حولي ؛ لكن الغريب أنه حتى تلك اللحظات لا موقف لمجلس الوزراء ولا للمجلس العسكري ولا للكنيسة ولا حتى لرئيس تحرير الجريدة !!
لا موقف في مصر في لدى تلك اللحظة سوى أمام مــاســبـيـرو ؛ والعبور إلى ماسبيرو في هذه اللحظات عبور إلى الوراء بمقدار ثلاثين سنة .. كأن الزمن قد توقف و كأنك تطالع كابوس ليلة صيف أو تموته ماله من صباح .. مستباح .. هكذا الوضع أمام ماسبيرو الآن .. مستباح !!
في هجمة من هجمات الألم أستيقظ كل لحظة على رقم جديد للشهداء أسمعه من بعض الذين يركبون معي السيارة في تلك الأثناء .
بعد ذلك بقليل بدأت الأنباء والمواقف تتوافد على صفحة الجريدة التى أطالعها على هاتفي المحمول " البيت الأبيض يدعوا لحماية الأقلية القبطية في مصر ويعتبر أمريكا صديقة لهم " !!!
فيما أتوجه ومعي جموع ركاب السيارة على الأقل بالدعاء والتضرع إلى الله يتوجه هؤلاء المتوتورين في شوراع القاهرة بخطى ثابتة نحو طريق اللا عودة .
إلى أن يشبع الصديق من صداقتنا فاليرحم الله الذين تتوافد الأنباء عن مقتلهم ...
وإلى أن يعود الأخ إلى أخيه ؛ فليرحم الله الذين يموتون اليوم وسيموتون غدا بالفتنة القاتلة .
تمنيت لو كـان الأمر بيدي ودعوت المصريين وكل من تشيع لهم إلى كلمة سواء وأطرح عليهم تساؤلا : لماذا نختار نحن بأنفسنا أن نغض الطرف عن هذه الحقيقة الثابتة التي أعترف بها أعداؤنا : أنه لا سبيل إلى تفيت هذا البلد على على خلفية الدين ؟؟
وللذين هم مصابون لا يزالون بمتلازمة استكهولم ؛ إليكم تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية تقول فيه إن عناصرها في مصر يؤكدون إضهاد الأقباط !
هؤلاء نظفوا بلادهم من جانب من أوساخهم ووسخوا بلادنا بأرخص الأثمان عليهم وأغلاها علينا .. أرواح أهلنا ؛ وفي الطريق إلى توسيخ بلادنا كسبوا المعركة في زمن قياسي بأفكـارهم وبأيدينا .. وصاروا أبطالاً !
وحتى لا يتحول حماسنا في هذه اللحظات إلى سذاجة سياسية ؛ " مسألة ضرورية " .. نعم حقوق الأقباط في مصر "مسألة ضرورية" لا يختلف معناها بإختلاف الزمان والمكان والموقف .
قضية حقوق الإنسان في مصر هي في كل الأحوال حق .. لكنها في أغلب الأحيان حق يراد به باطل .
ولنتذكر جميعاً ...
أن اختلاف المعتقد لا يستدعي بالضرورة استحضار البندقية
استـقـيمـوا ؛ يــــــرحمكمـ الله
10/10/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني مشاركتك وإبداء أرائك في هذه المساحة