الجمعة، 6 يناير 2012

لا يغفر الله لي !


اللهم اغفر لي ولا أراك تفعل!!!

قال يوسف الكوفي : حججت ذات سنة ، فإذا أنا برجل عند البيت الحرام يقول : اللهم اغفر لي وما أراك تفعل !

فقلت : يا هذا ، ما أعجب يأسك من عفو الله !

قال : يا هذا ... إن لي ذنباً عظيماً !

فقلت : أخبرني .

قال : كنت مع يحيى بن محمد بالموصل ( من الخوارج ) ، فأمرنا يومَ جمعة ، فاعترضنا المسجد ، فقتلنا ثلاثين ألفاً ، ثم نادى مناديه : من علق سوطه على دار فالدار وما فيها له ، فعلقت سوطي على دار ودخلتها ، فإذا فيها رجل وامرأة وابنان لهما ، فقدمت الرجل فقتلته ، ثم قلت للمرأة : هاتي ما عندك ! ولا ألحقت ابنيك به ، فجاءتني بسبعة دنانير.

فقلت : هاتي ما عندك ؟

فقالت : ما عندي غيرها ، فقدّمت أحد ابنيها فقتلته .

ثم قلت : هاتي ما عندك و إلا ألحقت الآخر به !

فلما رأت الجد مني ، قالت : أرفق ! فإن عندي شيئاً كان أودعنيه أبوهما ، فجاءتني بدرع مذهبة لم أر مثلها في حسنها ، فجعلت أقلبها ، فإذا عليها مكتوب بالذهب :

إذا جار الأمير وحاجباه   ***   وقاضي الأرض أسرف في القضاء

فويل ثم ويـــل ثم ويـــل  ***   لقاضي الأرض من قاضي السماء


فسقط السيف من يدي وارتعدت ، وخرجت من وجهي إلى حيث ترى  أي .. إلى البيت الحرام

* الخوارج : طائفة أبت إلاّ تمزيق صفّ المسلمين ، وتشتيت شمل الموحّدين ، فخرجت على الخليفة الذي تمّت بيعته من أهل الحلّ والعقد وتمّت له الإمامة على المسلمين.

*********************

أحياناً يكون الظالم زوجاً يقول لنفسه : إن زوجتي ليس لها سند ، ومقطوعة من الأهل ، فيظلمها أشدَّ الظُلم ، ويضغط عليها أشدَّ الضغط ، فنقول له :
فويلٌ ثم ويلٌ ثم ويلٌ *** لقاضي الأرض من قاضي السماءِ.


أحياناً تكون بوظيفة يمكن أن تؤذي الناس من خلالها ، تستخدم هذه الثقة التي مُنحت إيَّاها لحفظ مصالح الأمة في سبيل ابتزازِ أموال الأمة ، فيقال لك:
فويلٌ ثم ويلٌ ثم ويلٌ   ***   لقاضي الأرض من قاضي السماءِ.

وما أكثر أنواع الظلم ، والظلم ظلماتٌ يوم القيامة ، والله سبحانه وتعالى من أسمائه المُقسط ، لذلك ، احذر ان تظلم احداً من خلق الله ، لأنَّ الله أقدرُ عليك منك على هذا المخلوق .



وقد ورد هذا في نصِّ حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عندما رأى أحد أصحابه يضرب غلاماً له بالسوط ، فقال له :
" اعلم أبا مسعود ، أنَّ الله أقدر عليك منك عليه ". صحيح مسلم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني مشاركتك وإبداء أرائك في هذه المساحة