الثلاثاء، 10 يناير 2012

ربك ظلمني !!


إن ربك ظلمني !!
جاءت امرأة إلى نبي الله داوود " عليه السلام " قالت : يا نبي الله يا نبي الله .. إن ربك ظلمني !!
فقال داود : ويحك يا امرأة, هو العدل الذي لا يجور، ثم قال لها ما قصتك ؟
قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي, فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء و أردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه,فإذا بطائر قد انقض عليّ و أخذ الخرقة و الغزل و ذهب ، و بقيت حزينة لا أملك شيئاً.
فبينما هي مع داود عليه السلام في الكلام .. إذا بالباب يطرق على داود, فأذن له بالدخول, وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده مائة دينار ..
فقالوا : يا نبي الله أعطها لمستحقها
فقال لهم داود عليه السلام : ما كان سبب حملكم هذا المال ؟
قالوا : يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح و أشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيها غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح وانسد العيب,و نذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار و هذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت.
فالتفت داود - عليه السلام- إلى المرأة
و قال لها : رب يتاجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالمًا !!!
وأعطاها الألف دينار و قال: أنفقيها على أطفالك
فاعلم أن مقاليد أمور خلق الله، وتصاريف أقدارهم بيد الله سبحانه وتعالى، وهو الَّذي قدَّر ما هو كائن لهم أو عليهم، وهو الَّذي قسم بينهم أرزاقهم ولا رادَّ لإرادته.

الخير والشرُّ مفهومان متناقضان يصيب الله بهما من يشاء من عباده، ويكونان كجزاء عادل على أعمالهم في أغلب الأحيان، وقد يوجَّهان من الله إليهم ليبلُوَهم ويختبرهم، أيُّهم يحسن التصرُّف بالخير حين جريانه بين يديه، وأيُّهم يحسن الصبر على الضُّرِّ إذا أصابه، ثمَّ يجازيهم أو يثيبهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة حسبما يستحقُّون.
وتذكر دائماً :
" ولا يظلم ربك أحداً "

يناير 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني مشاركتك وإبداء أرائك في هذه المساحة